شروق المالكي

"كل ماتراه حولك يمكن أن يلهمك"

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


في هذه التدوينة سأعقد مقارنة بين أربعة لغات العربية والإنجليزية والإيطالية والتركية من ناحية تركيب بعض العبارات التي لا تكون منطقية في لغاتٍ أخرى وهذا ما يميز اللغات.

وسأتكلم عن ثلاثة أمثلة حتى لا أطيل وأضيع بين اللغات

وإن وجدتم خطأ صححوا لي ذلك.



- اتخاذ القرار:


القرار في اللغة الإيطالية يؤخذ فهم يستخدمون فعل prendere للتعبير عن القرار بالإضافة لفعل يقرر decidere وتكون العبارة كالآتي prendere un decisone فكلمة prendere تعني فعل يأخذ في حالته الأصلية.

أما في اللغة التركية فالقرار يُعطى ويعبر عنه كالآتي karar vermek و vermek الفعل في حالته الأصلية ومعناه يعطي.

ونضرب مثالًا: ben bir karar verdim artık bu yaz Türkçe öğreneceğim.

قررت قرار هذا الصيف سأتعلم اللغة التركية.

أما في اللغة الإنجليزية فالقرار يُصنع 

ويعبر عنه كالآتي To make decision و to make فعل معناه يصنع في حالته الأصلية

أما العربية فالقرار يُتخذ و اتخاذ مصدر اتخذ ويعني جعل أو صيّر.


- حجز موعد:


الموعد في اللغة العربية يُحجز فنقول أريد حجز موعد.

أما في اللغة الإنجليزية فأنت تصنع الموعد بقولك I want to make an appointment. 

أما في اللغة الإيطالية فالموعد يؤخذ بقولك Voglio prendere un appuntament.

واللغة التركية تشترك مع الإيطالية في حجز الموعد فنقول Randevu almak istiyorum والترجمة الحرفية أريد أن أخذ موعد.


- لفت الانتباه: 


في اللغة العربية لدينا فعل الانتباه و انتبه وانتبهي وألفت انتباهك لما يلي وغيره.

أما في الانجليزية فهناك عدة طرق ولكن اخترت عبارة pay attention to this kind of things or pay attention to what you’re saying. 

واللغة الإيطالية تنظر للانتباه كشيء تفعله لذا يقولون fa attenzione o dovresti fare attenzione a queste cose.  مستخدمين فعل fare الذي يعني أن تفعل.

أما في اللغة التركية تترجم للعربية حرفيًا كن منتبهًا بقولنا dikkat et.


إلى اللقاء في تدوينة جديدة.
Share
Tweet
Pin
Share
No التعليقات

 


ذكر الله في كتابه الكريم {وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ} 

وهنا تكمن قيمة الاختلاف للتعارف فلماذا أتكبد عناء التعرف على من يشبهني؟ 

الاختلاف هو الذي يميز الآخر أن نرى فيه ما ليس فينا وإلا أصبحنا نسخ مملة ومتكررة من بعضنا البعض ولا رغبة حقيقية للتعرف ولا الاستكشاف ولا أن نصبح مكملين لبعضنا البعض.

فالاختلاف مبناه عنصر الدهشة.

ألقت حركة العولمة ودعوى أن يصبح العالم قريةً واحدة بظلالها على التنوع اللغوي والثقافي والاجتماعي فأصبح الناس يلبسون ما تخطه خطوط الموضة ويأكلون ما تصدره مطاعم الچنك فود في أمريكا وتعبر عن أفكارها الثقافية وهوياتها بما تضخه نتفلكس وأخواتها ويتكلمون الإنجليزية.

فانعدم الاختلاف والتنوع وانقرضت اللغات واستحى الناس من موروثاتهم التي لا تماشي الموضة ومن لهجاتهم التي لا تحاكي الإنجليزية.

فأي كارثة تحل بالبشرية إن استمرت على هذا النهج؟

فاضمحلال اللغات والثقافات يؤثر على الحياة البشرية وعلومها.

وأهم ما تعلمته من تعلم اللغات احترام الاختلاف ومعرفة الاخر والاعتزاز باختلافنا.


وبعد العولمة أتت برامج التواصل الاجتماعي لتنهي كل آمال احترام الاختلاف بعدة طرق ومن ذلك ما 

ذكره باومان في أحد لقاءاته أن برامج التواصل الاجتماعي أحد أسباب تدني مهارات التواصل الاجتماعية والانغلاق على الذات وعدم تقبل الاختلاف بحيث إن المرء يتابع من يشبهه ويحظر من سواهم، بتصرف.

وأتفق معه فيما ذكر لأن ما يحصل في برامج التواصل من تسفيه للمختلف وتقليل من الثقافات الأخرى وسب وشتم تعزز قيم أن تصبح مثلنا وإلا نبذناك.

وتعد ظاهرة التيك توك من معززات ذلك فمن يشاهد ما يُنشر فيه من انتشار لطريقة معينة للتصوير فيصور الجميع بها ثم تذهب وتأتي موضة أخرى وهكذا في هذيان مستمر للتقليد والمحاكاة دون أدنى جهد ولا إعمال عقل.


وعلى صعيد آخر:

شاهدنا في مجريات كأس العالم تذمر بعض الغربيين على قطر بسبب بعض الأمور التي نختلف فيها عنهم فهاجموها بدعوى الحريات وكأن ليس من ضمن الحريات أن يكون المرء مختلفًا عنهم.

فهذه الاستماتة لتطبيق نظام عالمي يوحد الجميع وفرض الأفكار الغربية على العالم ماهي إلا ممارسات تسلطية وتعسفية لا تمت للحريات بصلة.

وكأس العالم فرصة للدول المشاركة بأن تظهر اختلافها لا أن تحاول أن تصبح نسخة من نموذج سائد.

فمهما ادعى الغربي احترام الاختلاف فإنها تظهر في قسماته كن مختلفًا ولكن على طريقتي.


ولولا الاختلاف لِما يتعنى المرء السفر إن كان سيرى نفسه فيك وسيرى ذات المطاعم وذات الملابس وذات الأماكن؟

الاختلاف جوهر الوجود الانساني.


وتخطو السعودية خطوات جادة في تعزيز الموروث الشعبي وخدمة العربية وتنوع اللهجات وخدمة القهوة السعودية بمكوناتها النابعة من بيئتنا وثقافتنا وبتعزيز الهوية السعودية المختلفة عمّا سواها حتى لا نصبح نُسخ صماء من أماكن أخرى وثقافات أخرى.

واللغات من أعظم الأبواب للتعرف على العالم المختلف واكتشافه.

استمروا في تعلمكم وشغفكم بالعالم ولكن لا تنسوا الاعتزاز بهويتكم وباختلافكم.


Share
Tweet
Pin
Share
No التعليقات
Newer Posts
Older Posts

اشترك بالنشرة البريدية

categories

  • أشياء أخرى
  • أفكار
  • الأيام العالمية
  • اللغات والثقافة
  • تأملات
  • تجارب الحياة
  • تحسين جودة الحياة
  • تطبيقات ومواقع
  • تعلم ذاتي
  • ثقافة الطعام
  • حديث نفس
  • رمضان
  • قناة اليوتيوب
  • كتب
  • نقطة البداية

recent posts

Popular Posts

  • 10 مصادر لتعلم اللغة الإيطالية
    كنت أعمل بجد على اللغة الإيطالية ولكنني بقيت آمل أن تتجلى لي يوما ما كاملة ،أن أفتح فمي يوما ما وأتحدثها بطلاقة بشكل سحري. طعام ...
  • ايطاليا والقهوة
    القهوة تتسيد الموقف كونها المشروب المفضل للكثير حول العالم يبدأ بها صباحه وربما أيضاً يختم بها يومه. لذا اليوم حبيت أكتب عن تقاليد...
  • الإيجابية ...والجرعات الزائدة
    ... فلأمنح كل عاطفة شخصية خاصة بها،كل وضع من أوضاع الروح روحاً مستقلة فرناندو بيسوا  دائماً أحب أنظر للجزء الممتلئ من ال...

Blog Archive

  • ديسمبر 2024 (1)
  • سبتمبر 2023 (1)
  • مارس 2023 (1)
  • ديسمبر 2022 (2)
  • مايو 2022 (2)
  • مارس 2022 (1)
  • يناير 2022 (2)
  • ديسمبر 2021 (1)
  • نوفمبر 2021 (3)
  • أكتوبر 2021 (1)
  • أغسطس 2021 (2)
  • يوليو 2021 (4)
  • يونيو 2021 (2)
  • يناير 2021 (3)
  • ديسمبر 2020 (3)
  • سبتمبر 2020 (1)
  • أغسطس 2020 (2)
  • مايو 2020 (3)
  • أبريل 2020 (2)
  • مارس 2020 (1)
  • ديسمبر 2019 (2)
  • أكتوبر 2019 (3)
  • أغسطس 2019 (1)
  • يوليو 2019 (1)
  • مايو 2019 (5)
  • أبريل 2019 (9)
  • مارس 2019 (6)
  • فبراير 2019 (7)
  • يناير 2019 (1)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Follow Us

  • YouTube

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Created with by ThemeXpose