كلما رأيت مقاطع لأشخاص يعودون للحياة القديمة للإنسان يأكلون ما يزرعون ويطبخون على الحطب وهذه الصور من الحياة البدائية للأنسان القديم توقد في ذهني أسئلة كثيرة.
هل الإنسان الحديث بهذه الطريقة يبحث عن معنى في حياته ويظن أنه سيلقاه عندما يعود للوراء بالمعيشة؟
هل في هذا النمط المعيشي رفس للنعمة التي منّ الله بها علينا من سهولة الوصول للطعام ومن السق,t على رؤوسنا وتيسر الحياة أم أن هذه الطريقة هي عودة للمعيشة الحقيقية للإنسان التي أفسدتها الاختراعات؟
أي أن على الإنسان أن يزرع طعامه ويحصده ويطبخه إلخ من هذه الأنشطة؟
ما هو الأصل بين تلك المعايش والأنماط.
مالباعث لهذا الحنين المتقد في الإنسان الحديث للعودة للصحراء أو الريف أو أيا كان من الأماكن الطبيعية التي لم يصلها ضجيج الحياة الحديثة.
هل سيتخلى الإنسان يوما عن كل هذا التطور لينزوي في مكان لا تصله التطورات ويعيش كما كان يعيش أبويه أو من سبقهم؟
من مشاهداتي هناك من يخرج من الحياة البدائية ليعاصر الحياة الحديثة والعكس صحيح.
في قريتنا خرج الكثير في السنوات الأخيرة ينشدون المدينة لم يعد فيها من يرعى الغنم ولم يعد لها صوت كما السابق عادت بعض الحيوانات البرية للظهور وأظن ذلك بسبب عدم وجود ناس إلا في أوقات الإجازات فأسهم ذلك في خلو الأماكن لهم.
أسئلة كثيرة تدور في ذات الفلك تحاول فهم ما يفعله الإنسان ولكن بلا جدوى لأن من في المدينة يهرب من ضجيجها ومن في القرية يهرب من الهدوء القاتل ليجد سلواه في الضجيج.
فكلما هرب الإنسان عاد يخرج من شكل معيشي لآخر يبحث عن السعادة أو المعنى أو السكينة إن لم تكن في القلب ربما لن يجدها في الأرض.
يقول دوستويفسكي:"كنت أشعر بالضيق، في الشارع...وحتى في بيتي لا أشعر بالراحة.
حاولت خلال يومين أن أفهم ماذا ينقصني إذن في ركني؟ لماذا يشق عليّ كثيراً أن أبقى فيه؟ وأخذت أحدق مذهولاً في الجدران الخضراء المبقعة بالسخام، وفي السقف المزدان بأنسجة العنكبوت...واستعرضت كل أثاثي وفحصت كل كرسي متسائلاً: أليس هنا سبب البلاء؟ وكنت أنظر عبر النافذة ولكن دائماً عبثاً وسدى.
لا وجود لأي عزاء!"
ويقول أيضاً:"وبدا لي أن بطرسبورغ كانت تنذر بأن تتحول كلها إلى صحراء مهجورة، فانتهيت بالتالي إلى الإحساس بالخجل والهوان والحزن؛ فأنا ليس لدي مكان أذهب إليه حقاً، إلى أين أذهب في البادية، ولا سبب يدعوني للذهاب إليها.
كنت مستعداً أن أسير مع أي موكب، أن أتبع كل رجل وقور يستأجر حوذياً ولكن، لا أحد لا، لا أحد استدعاني، كما لو كانوا نسوني جميعاً، كما لو كنت حقاً غريباً عنهم!"
انتهى.