باب ما جاء في: انقد الفكرة لا صاحبها هل برامج التواصل حولتنا بلا مشاعر؟

by - أكتوبر 18, 2021


 تويتر بيئة معززة إما للخير وإما للشر.

وأنت وحدك تحدد من أي الجانبين تريد أن تكون.

انتشر قبل أيام مقطع لأحدهم وكأنه يلقي شعراً قُوبل بالهجوم اللاذع باسم الانتقاد والانتصار للشعر.

وُجه تجريح وسب وشتم لهذا الشخص.

وكان من بين المهاجمين أسماء كنا نتوسم فيها خيراً إلا إن تويتر كما قلنا بيئة معززة وتخرج هذا الجانب من أي شخص فكما تقول العرب إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه.

فهكذا كانت الجموع التي استقبلت ذاك المقطع لشخص مارس حقه الطبيعي في أن يكتب.

لا نناقش مدى شعرية ما كتبه ولا مدى روعته.

بل ما أرمي له أن من هاجمه نسى أو تناسى أن من يقبع خلف هذه الشاشات هو انسان أيضاً.

لم يكن هناك نقد حقيقي بل كانت مهاجمة للنيل منه وكأنه أخذ منهم حقهم في الكتابة والشعر.

انستنا برامج التواصل الاجتماعي الخوف من جرح مشاعر الأخرين والتعاطف معهم فأصبحنا نرمي بالكلمة لا نحسب لها حسابا ولا نعلم ما تفعله هذه الكلمة بمن هاجمناه.

أكاد أجزم أن لا أحد يهاجم أحد في الواقع مثلما تفعل بنا برامج التواصل وجود الشخص أمامنا يمنعنا كثيراً من ممارسة ما نمارسه خلف الشاشات.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِرجُل قد شرب، قال: «اضربوه»، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: فمنا الضاربُ بيده، والضاربُ بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: «لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان»، وفي لفظ آخر من حديث أبي هريرة: قال رجل: ما له أخزاه الله؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم»،

صلى الله على نبي الرحمة منهج نبوي عظيم قليل من يتبعه.

والشاهد من هذا الحديث في حالتنا أن لا نتكالب جميعنا على من يخطئ بل نحاول التوجيه والتصحيح والنقد بأدب ودونما تجريح وأن نتعلم ثقافة الاختلاف وأداب الحوار.
وأن نقاوم الرغبة في مهاجمة أحدهم ونتخيل ماذا لو أنه أمامنا هل سنقول هذا الرد أو ذاك؟! 
وليكن ذلك رادعنا.
أن نتذكر انسانيتنا التي سلبتنا إياها التقنية ونفكر مئة مرة قبل أن نكتب تعليقاً وأن نحاول جهدنا أن نوجه نقدنا للرأي لا صاحبه.

You May Also Like

0 التعليقات