حكايتي مع تعلم اللغات

by - يناير 01, 2021





في صيف ٢٠١٤ تقريباً بدأت أتعلم اللغة الفرنسية فجأة بدون أي أسباب واجهت صعوبة في التعلم لأني كنت أتعلم بالإنجليزي وفي نفس الوقت كنت أبحث عن الكلمة الإنجليزية اللي ما أعرفها وأترجمها عشان أفهم الفرنسية وهكذا كانت رحلة التعلم.

كانت الفرنسية صعبة جداً من ناحية النطق والكتابة ولأن ماكان عندي تجربة تعلم سابقة استسلمت وتوقفت عن التعلم.

ولكن هذه التجربة علمتني حاجتين:

-إن لغتي الإنجليزية سيئة جداً.

-إن تعلم اللغة يحتاج صبر.

بعد فترة التوقف ما أذكر كم كانت المدة رجعت مرة أخرى وهالمرة كنت واثقة في نفسي جداً لأني حطيت الهدف تعلم ٤ لغات فرنسي وتركي وفارسي بإلإضافة للإنجليزية.

كانت طريقة التعلم أخصص يوم لكل لغة واليوم الخامس مراجعة استمريت شهر على هذا الحال واكتشفت إنها طريقة بائسة لأني ما تعلمت شيء يُذكر وكان تقدمي بطئ جداً.

ثم توقفت مرة أخرى وتركت كل هذه اللغات.

وبعد التوقف قلت بتعلم إيطالي يمكن تنجح الخطة!

وبالفعل استمريت في تعلم الإيطالية والإنجليزية وكانت رحلة طويلة وشاقة لأن زي ما قلت قبل إني كنت أتعلم بالإنجليزي وأترجم لسوء إنجليزيتي ومضت الأيام وتحسنت إنجليزيتي فعلاً.

قطعت شوط طويل في تعلم الإيطالية،بدأت أفهم كيف نتعلم لغة وكيف نبحث عن مصادر للتعلم.

اللغة الإيطالية علمتني الكثير.

عدت للغة الفرنسية واكتشفت أنها كانت سهلة وممتعة لكن في تلك الفترة ماكنت عارفة الطريق الصحيح للتعلم.


بالنسبة للغة التركية مارجعت أتعلمها لأن في تلك الفترة كنت أشاهد مسلسلات تركية وكنت ألاحظ تطور لغتي بشكل واضح جداً.

استمريت على نفس الطريقة ولكن كانت كتابتي سيئة تعرفت على تطبيق HelloTalk ومن هناك طورت كتابتي الإنجليزية والتركية وتحسنت بشكل واضح.


وفي أثناء تعلمي للفرنسي والإيطالي اكتشفت بالصدفة حساب لُسُن وكان نقطة التحول في تعلمي للغات.

كان هذا في بدايات ٢٠١٨ يمكن؟

المهم شاركت معهم في تحدي تعلم الاردية لمدة شهر ولقيت إني أستمتع بتعلم اللغات؟!


في يوم نشروا إعلان إنهم بحاجة متطوعين للحساب بدون تفكير راسلتهم وانضميت لفريق لُسُن وما كان عندي أي تصور ايش بقدم لهم ولا ايش يعني تطوع في حساب وكتابة محتوى.

كانت أول تجربة لي.

أقدر أقول إنها التجربة اللي غيرت مساري في تعلم اللغات وأعطتني الخبرة.

ثم توالت اللغات التي تعلمتها: سمعت بالصدفة مقطع بالإسبانية واستغربت إني فهمت أكثره؟!وقررت إني ابدأ أتعلمها وبالفعل حطيت تحدي لنفسي شهر لتعلمها وقدرت أتعلم الكثير وأصنع الأساس.

وشاركت في تحدي الكتابة بالإسبانية بدايات السنة الماضية.

بالنسبة للغة الصينية بدأت تعلمها بعد ماشفت دورة مجانية على رواق بس ما استمريت كثير بعد الدورة كنت مازلت أشوفها لغة صعبة جداً.

ثم تعلمت اللغة البرتغالية لمدة شهر لأني وجدت تشابه كبير جداً بينها وبين الإسبانية رغم توقفي عن تعلمها مازلت أفهمها.

ثم بدأت بتعلم اللغة اليابانية عن طريق دورة أيضاً في رواق واستمريت بعد الدورة بالتعلم حتى حفظت حروف الهيراقانا ثم توقفت.

عدت لتعلم اللغة الصينية بشغف أكبر وسبرت أغوار هذه اللغة واكتشفت جمالها الكامن خلف صعوبتها.

نسيت أذكر لغة الاسبرانتو! 

لغة مصطنعة كي تكون لغة العالم!

تعلمتها لمدة شهرين سهلة جداً بس توقفت ممكن أرجع لها يوماً ما!

وتوالت اللغات والتجارب والنجاح والفشل في التعلم وتخللت هذه المدة لحظات توقف وعودة ثم توقف ثم عودة فالطريق لم يكن مستقيم.

في بداية العام الماضي فتحت هذه المدونة لتكون مرجع لتجاربي في تعلم اللغات خاصة وفي الحياة عامة.

لم أكتب هذه التجارب إلا بعد عدة نجاحات وفشل تعلمت من أخطائي وتعلمت من الأخرين.

وأتت فكرة نشر تجاربي لكي تكون مرجع لمن يحب أن يبدأ هذه الرحلة ولكن يجهل الطريق. مثل ماكنت أجهله في بداياتي.

ولأني أحب اقرأ وأسمع تجارب الأخرين في التعلم ولقلة المحتوى العربي في هذا المجال حبيت تكون الانطلاقة مني.

لا أقول أن تجاربي صحيحة أو تناسب الجميع ولكنها حتماً ستساعد أحدهم ليجد طريقه الخاص.

أكثر حاجة ندمت عليها إني ما سجلت التواريخ لبدايتي الفعلية للتعلم لكل لغة ولكن تداركت هذا الخطأ مع اللغات الأخرى وأصبحت أسجل في دفتر اللغة تاريخ البداية.


على العموم بعد كل هذه السنوات أول ما بدأت تعلم اللغات كان الهدف تعلم ٥ لغات.

أما اليوم فأنا اقرأ وأكتب وأستطيع فهم ٥ لغات الإنجليزية والتركية والفرنسية والإيطالية والإسبانية بجانب العربية.

وأستطيع فهم أربع لغات أخرى بفضل اللغات السابقة:

البرتغالية والأذربيجانية والأوزبكية والكتالونية.

ولدي أساس في ثلاث لغات:

الصينية واليابانية والبرتغالية.

وأتعلم خمس لغات أخرى:

الفارسية والألمانية واللاتينية والمالطية والإندونيسية،

ولديّ قائمة تحتوي على ٢٠ لغة تقريباً شامل للغات أعلاه هدفي من التعلم لا أن أكون بارعة في كل هذه اللغات وإنما اكتشاف جمال اللغات واكتشاف العالم الذي مازلنا نجهل منه الكثير وليس فقط تعلم لغة ككلمات وجمل.

تهمني جداً ثقافة كل لغة أتعلمها وتهمني طريقة نطقهم وطريقة تحدثهم مع بعضهم البعض وطريقة تعاملهم يهمني الإنسان الذي يتحدث هذه اللغات ويهمني كيف أن العقل سبحان الذي سواه يستطيع أن يتعلم لغات عديدة ويتكلمها دون أن ينسى لغته.

فكر في الفوائد التي ستجنيها من تعلمك للغة في شتى المجالات؟

كل لغة تتعلمها هي إضافة لك.

كل لغة تغير فيك الكثير دونما تشعر.

تعلم اللغات غيرني للأفضل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وكل شخص يدرك التغيير في نفسه والذي قد يكون غير ظاهر للأخرين.

في نهاية هذه التدوينة أشارككم تدوينة سابقة عن الأمور التي تعلمتها من تعلمي للغات ٥ أشياء تعلمتها من تعلم اللغات.

وهناك الكثير مما تخبيه لكم رحلة تعلم اللغات.


You May Also Like

4 التعليقات

  1. ما شاء الله تبارك الله تجربة رائعة جدا 😍👍
    أنا تعلمت الإنجليزية أثناء الدراسة في المدرسة والجامعة، لكن قويتها بعد مشاهدتي للمسلسلات الكورية بالترجمة الإنجليزية وقراءة المانجا باللغة الإنجليزية، تعلمت الإيطالية في الجامعة ونسيتها من قلة الممارسة، كنت حابة أتعلم الإسبانية بس على حظي ما درسوها في السنة الي نزلت فيها مواد اللغات، لكن أخذت فيها مستوى واحد، وطبعا نسيتها من قلة الممارسة.
    كان شغفي اني اتعلم الكورية بعد ما حفظت كلمات كثير من ورا الدراما الكورية، وحتى ممكن أفهم بعض كلامهم سماعا بس الكتابة شوي صعب لا زلت في البدايات، وعندي طموح أطور الإيطالي والإسباني وأتعلم الكورية، والياباني والعبري، ما زالت أحلام، قراءة تدوينتك حفزتني وشجعتني للإستمرار
    إستمري والله يقويكِ ويوفقك دائما 💙💙🙏🌷

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسعدك شكرا لك
      ماشاء الله جميلة جدا تجربتك للتعلم ان شاء الله ترجعين بأقرب وقت للتعلم وتحققين أحلامك.
      اللغة الكورية من اللغات الجميلة اللي في قائمتي ان شاء الله راح ابدأ تعلمها قريبا جدا.

      حذف
  2. مسيرة محفزة تستحق الفخر، وتدوينة ملهمة جداً.
    أتفق معك أن جمال اللغة الصينية يكمن في صعوبتها وغرابتها، استمتعت بتعلمها السنة الماضية.
    أما هذه السنة أنوي تعلم اللغة اليابانية والفرنسية.

    ردحذف
  3. ما شاء الله عليك.
    حفزتيني أتعلم الإسبانية، بديت في اللغة اليابانية لحبي لقراءة المانجا، تعلتها فقط لأني أحتاجها، أعتقد في بعض الأحيان أن ما يربطني باللغات هو حاجتي لها لقراء القصص المصورة، فهكذا تماما تعلمت الإنجليزية، أما بالنسبة للإسبانية فأعتقد أن لها حضورا قويا في المستقبل و ستساعدني للتواصل مع الآخرين في رحلتي حول العالم- المستقبلية-.

    ردحذف