لغة بلا طفولة وأخرى بلا شيخوخة,هل لغاتنا تصنعنا؟

by - ديسمبر 23, 2020


 

إننا نرى ونلاحظ ونسمع ونحب من خلال لغة هي الهيئة والكينونة اللتان نحن عليهما."



اقرأ هذه الأيام كتاب غيرة اللغات للكاتب الأرجنتيني أدريان برافي المتغرب في إيطاليا والذي كتب هذا الكتاب بحنين بالغ للغته الأم كتب هذا الكتاب بلغة الغربة اللغة الإيطالية.
لطالما كنت اتساءل كيف يتخلى انسان عن لغته وارتباطه الوثيق بموطنه حتى وإن تركه خلفه للضرورة أحكام.
ولكن لطالما شعرت أن اللغة الأم هي حبلنا الذي يربطنا بالعالم ونرى من خلاله الوجوه هي لغة أمي وأبي وعائلتي ولغة الخبز الذي أكلته والهواء الذي تنفسته وبقي منه داخلي بقايا والتراب الذي سرت عليه.
اللغة ليست تراكيب وحروف وقواعد مملة ومعقدة هي شيء أعمق هي حبال لامرئية تطوقنا.

شاهدت مرة مقطع لثنائية لغة تقول أنا أدعي أحيانا باللغة الإنجليزية وأحيانا أخرى بلغتي الأم تساءلت:هل تجذرت اللغة الثانية داخلها لتشعر بلذة الدعاء باللغتين أم أنها لم تشعر بذلك على أي حال.
لا أشعر بالدعاء لو نطقته بغير لغتي الأم الله يعلم الغيب وما يخفى ولكن قلبي لا يسعه الدعاء إلا باللغة التي ألفها وسمعها أول مرة واللغة التي أتحسسها والصوت الذي أعرفه.

لنعود للكتاب:
ذكر الكاتب قصة محزنة حصلت لعمته المهاجرة ثم عقب عليها لطالما سمعت عمتي تحكي هذه القصة باللغة الإسبانية ولكن لأول مرة أراها تبكي عندما كانت تحكيها باللغة الإيطالية فقال أن المشاعر تبقى حبيسة لغتنا الأم وإن حكينا ذات القصة بلغة أخرى ستكون مجردة من المشاعر.
أحب مثل هذه الكتب لأنها تحكي لنا ما وراء اللغة وما وراء الكلمة عن مشاعر وحنين خفي وعن ذات منسية عن غربة بصوت اخر ولسان مختلف عن إنسان هاجر بجسده وتلبسته لغة أخرى.
وبلسان الكاتب يقول:
"أن تلك الأنا التي كناها لم يعد لها وجود الآن.

وأختتم التدوينة باقتباس أخر

 "فإننا لا نشعر بالحزن بالطريقة نفسها في لغة أخرى تماما كما لا يمكننا أن نروي القصة نفسها بلغتين مختلفتين. سيكون هناك على الدوام انزلاق ما,طريقة مختلفة للنظر إلى الأشياء.


لغتنا الأم هي جوهرنا وتكوننا ووتصوراتنا ومعتقداتنا.
  


You May Also Like

1 التعليقات