شروق المالكي

"كل ماتراه حولك يمكن أن يلهمك"

هل أصبحنا نتعامل مع ما وراء الشاشة باللايقين؟



لطالما تؤرقني وأرقتني التعليقات السلبية في فضاء الانترنت وكيفية تعامل الآخرين معها وما الذي يحدو الآخرين لكتابة تعليق سلبي يضر بالآخر دون التفكير في مشاعره؟!
قبل فترة طويلة انتشر خبر زواج إحداهن وبعد فترة قصيرة حصل الطلاق أعلنت الطلاق ثم أعلنت عدم رغبتها الخوض في تفاصيل الأمر ولا الحديث عنه فهي صفحة وأغلقت مرت الشهور والشهور ولا زالت الناس في فضاء الانترنت تلت وتعجن في هذا الموضوع حتى أن بعض التعليقات غُلفت بغلاف الشماتة بها لأنها مشهورة فطلاقها أمر طبيعي ومتوقع وهلّم جرا مما لا شك أن الجميع رأوه.
بناء على هذه القصة مالذي نراه ومالذي نفهمه؟!
 لماذا هُمشت مشاعرها واستمر الهجوم عليها بلا مراعاة بأن من خلف الشاشة انسان له مشاعر؟
هل بتنا نتعامل مع اللامرئي باللايقين؟ هي من خلف الشاشة إذًا مباح سبها وشتمها والتشفي بقضاياها الإنسانية.
وأقصد باللايقين هو التردد بوجود الشخص حقيقةً من عدمه هل هو روبوت أم إنسان؟! لا يهم المهم المشاركة في الحدث وترك بصمة سيئة أم حسنة لا يهم أيضًا.
هذه الظاهرة ليست جديدة ولم أكتب عنها للمرة الأولى ومع كل قضية إنسانية إفتراضية يتردد هذا السؤال في ذهني هل نتعامل مع الآخرين من خلف الشاشة بشرًا كما هم أم أن العالم الإفتراضي أفقدنا جزء من كينونتنا وهو التعاطف والشعور بالآخر.
هل عدم وجود الشخص أمامنا بشكل محسوس يلغي اللامحسوس؟!
هل الأخلاق حكرًا على الواقع والإفتراض عالم تهيم فيه بلا حد لما تقول ولا لما تفعل؟! 
هل التربية لن تنفع في هذه الحالة؟!
هل ما يعانيه المرء في حياته الواقعية ينعكس على الإفتراضية؟! أم أن الإنسان ينفصل عن ذاته ويمارس ما لا يمارسه واقعًا إما خوفًا أو حياءً أو غير ذلك؟!
في هذه الحالة أي ذات تمثلنا الإفتراضية أم الواقعية أم كلاهما معًا؟!
تدوينة مليئة بالأسئلة التي لم أجد لها إجابة.

Share
Tweet
Pin
Share
No التعليقات




 انتهيت من كتاب جامع بيان العلم وفضله للإمام ابن عبدالبر وهو مكوّن من جزئين وهو كتاب نفيس وجليل في بابه وما أحوج طلاب العلم ومن يقول في دين الله بغير علم لقراءته وأن عمر بن الخطاب قال اتقوا الرأي في دينكم.

وحري بمن في سبيل العلم سواء الشرعي أو غيره أن يتأدب بأدب طلاب العلم وينهج نهجهم ويتعلم سبل النقد وسبل الجدل وأدب الاختلاف واحترام أصحاب التخصص ومن نتعلم منهم.

والكتاب تكلم عن مسائل كثيرة في سبيل طلب العلم الشرعي فابتدأ الكتاب بذكر أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ثم شرع يبين لنا حدود العلم المفروض علينا ثم شرع يبين فضل العلم والعالم والمتعلم من الكتاب والسنة والآثار عن الأئمة والعلماء.

ثم ذكر فضل كتابة العلم وأن الكتابة سبيل حفظ العلم وقيل في ذلك"من لم يكتب العلم لا يؤمن عليه الغلط"ص75.

ثم شرع يبين الأداب التي يجب على طالب العلم والمتعلم أن يتحلى بها. 

ثم ذكر منازل العلم وهي على هذا الترتيب:" النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم النشر"ص118.

ثم بدأ في الجزء الثاني حديثه عن سؤال الله العبد عن علمه ماذا فعل به فلذا يجب العمل بالعلم وإلا فما فائدته إن كان لا يعمل به؟!

وذكر فصلًا في قيمة قول لا أدري عند العلماء وفي ذلك قال أبو الدرداء:" قول الرجل فيما لا يعلم لا أعلم نصف العلم." الجزء الثاني ص54.

ثم ذكر أبواب في أنواع العلوم ودرجاتها والفقه والاجتهاد والقياس وصفات الفقيه والمفتي والجدال والمراء والمجادلة وذم أخذ العلم ممن ليس أهل له.

ثم ذكر بابًا في الحض على الأخذ بالسنة المطهرة وفضلها.

ثم ختم كتابه بذكر باب في فضل النظر في الكتب وحمد العناية بالدفاتر وقالوا في ذلك:

" نعم المؤانس والجليس كتاب 

تخلو به إن ملّك الأصحاب

لا مفشيًا سرًا ولا متكبرًا

وتفاد منه حكمة وصواب"

وقيل:"

ولكل طالب لذة متنزه

وألذ نزهة عالم كتبه."

وروى الحسن اللؤلؤي قال: لقد غبرت لي أربعون عامًا ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري."

انتهى.

رابط الكتاب من المكتبة الشاملة

شريت الكتاب من مكتبة مستعملة بـ 5 ريال فقط وانتفعت به أكثر من قيمته ولله الحمد.

Share
Tweet
Pin
Share
No التعليقات
Newer Posts
Older Posts

اشترك بالنشرة البريدية

categories

  • أشياء أخرى
  • أفكار
  • الأيام العالمية
  • اللغات والثقافة
  • تأملات
  • تجارب الحياة
  • تحسين جودة الحياة
  • تطبيقات ومواقع
  • تعلم ذاتي
  • ثقافة الطعام
  • حديث نفس
  • رمضان
  • قناة اليوتيوب
  • كتب
  • نقطة البداية

recent posts

Popular Posts

  • 10 مصادر لتعلم اللغة الإيطالية
    كنت أعمل بجد على اللغة الإيطالية ولكنني بقيت آمل أن تتجلى لي يوما ما كاملة ،أن أفتح فمي يوما ما وأتحدثها بطلاقة بشكل سحري. طعام ...
  • ايطاليا والقهوة
    القهوة تتسيد الموقف كونها المشروب المفضل للكثير حول العالم يبدأ بها صباحه وربما أيضاً يختم بها يومه. لذا اليوم حبيت أكتب عن تقاليد...
  • الإيجابية ...والجرعات الزائدة
    ... فلأمنح كل عاطفة شخصية خاصة بها،كل وضع من أوضاع الروح روحاً مستقلة فرناندو بيسوا  دائماً أحب أنظر للجزء الممتلئ من ال...

Blog Archive

  • ديسمبر 2024 (1)
  • سبتمبر 2023 (1)
  • مارس 2023 (1)
  • ديسمبر 2022 (2)
  • مايو 2022 (2)
  • مارس 2022 (1)
  • يناير 2022 (2)
  • ديسمبر 2021 (1)
  • نوفمبر 2021 (3)
  • أكتوبر 2021 (1)
  • أغسطس 2021 (2)
  • يوليو 2021 (4)
  • يونيو 2021 (2)
  • يناير 2021 (3)
  • ديسمبر 2020 (3)
  • سبتمبر 2020 (1)
  • أغسطس 2020 (2)
  • مايو 2020 (3)
  • أبريل 2020 (2)
  • مارس 2020 (1)
  • ديسمبر 2019 (2)
  • أكتوبر 2019 (3)
  • أغسطس 2019 (1)
  • يوليو 2019 (1)
  • مايو 2019 (5)
  • أبريل 2019 (9)
  • مارس 2019 (6)
  • فبراير 2019 (7)
  • يناير 2019 (1)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Follow Us

  • YouTube

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Created with by ThemeXpose