شروق المالكي

"كل ماتراه حولك يمكن أن يلهمك"




لغة وحدة تكفي؟ اثنتين؟ ثلاثة؟ أم أن هذه الرحلة لا تنتهي؟

في العالم 5000 لغة تقريباً! كل شغوف باللغات يطمح أنه يتعرف على كل اللغات ولكن هيهات هيهات العمر قصير والوقت يضيق بنا لو حاولنا أن نلحق كل لغة.

ولكن الفضول للغات يفتح عليك باب لا ينغلق فتجدك كل مرة تبدأ لغة جديدة سمعتها حولك أو شاهدت أحدهم يتحدثها فسحرتك.

من تجربة شخصية سواء في تعلم اللغات أو الكتابة عنها لغة واحدة لا تكفي وكل لغة تجر الأخرى خلفها.

ولكن هل كل اللغات أتعلمها بشكل مكثف وجدّي؟

مو كل اللغات أتعلمها بهدف اتقانها بل تعلم أساسيات اللغة من الحروف والعبارات تفتح لي باب استكشاف اللغة لأن هذا الأساس يُعتبر كمدخل للغة.

ولما أبحث للتعرف على جوانب اللغة أو على تاريخها أو ثقافتها يكون لديّ تصور أستطيع من خلاله فهم هذه الأمور وهذا ما يجعلني أتعلم عدة لغات ولا أتعدى سوى ما تعلمك إياه كتيبات تعلم اللغة بسهولة.

هذه الطريقة الناجعة يسرّت لي الكثير وما زلت أستخدمها فهي مفتاح للغة لمن أراد التبحر دونما الغوص للأعماق في التعلم.

فتعلم اللغة بحد ذاته يستغرق وقتاً طويلاً ولكن استكشافها والكتابة عنها وكتابة المحتوى ككاتبة في لُسن يتطلب مني تعلم اليسير لتتجلى لي المعاني وتتكشف لي أسرار اللغة وأكاد أجزم أن أبجدية كل لغة هي المفتاح لذلك.

قبل تعلم أبجدية أي لغة تكون اللغة سر من أسرار الوجود وبعد تعلمها تشعر وكأن ستار انكشف لك لترى اللغة بوضوح.

سيفهم هذا الشعور من غمر نفسه في عالم اللغات.

وكل لغة تفتح الباب لأختها فتجدك تعرف لغة وأنت لم تتعلمها بعد وهذا كله يعود لعائلات اللغات كل لغة تشترك في ذات العائلة توفر عليك الجهد في استكشاف اللغات الأخرى وهذه طريقتي في التعلم.

Share
Tweet
Pin
Share
No التعليقات





 كنت أتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) فطفقت أبحث في معانيه والوقفات مع الحديث وشروحاته لأستبين أكثر مواضعاً لم ألحظها في الحديث.

هذا الحديث عظيم ففيه اجتمع خيرًا كثيرًا من حيث النهي عما لا ينفع الإنسان عامةً من قول أو عمل ويشمل ذلك بعض المباحات التي لا تنفع العبد لا في دينه ولا دنياه، والأمر بطريقة غير مباشرة بالإنشغال بما يعني الإنسان فالإنسان إذا ترك ما لا يعنيه انشغل بشأنه ونفسه ليحسنها ويقومها ويعلمها ويعبد الله على بصيرة ويكتمل إسلامه وبذلك يصل المرتبة الرفيعة من الخُلق وكلما كان المرء منشغلا بنفسه عن الآخرين كسب احترامهم وأعني بذلك الجانب السلبي من الانشغال بتتبع عورات الآخرين أو التدخل في خصوصياتهم.

هذا جانب عظيم تلمسته في هذا الحديث ولو أنه يعلق على كل مدخل من مداخل الحياة الإجتماعية لصفت النفوس واجتمعت. 

وما لا أدانيه في المرء أن يكون كثير السؤال ومتطفلاً على حياة غيره ويسأل عما لم يُخبر به ويسعى خلف كل شائعة وخلف كل فضول الكلام.

ومما لا أدانيه أيضاً الشخص كثير الكلام فغالباً ما يكون ممن يجمع الصفات السابقة.

والحديث نستطيع أن نطبقه على جميع جوانب حياتنا فهناك مباحات نأتيها ولكنّها لا تعود علينا بفائدة جمة في حياتنا أو معادنا فالأحسن أن نتركها ليحسن إسلامنا.

وليس في هذا دعوة للتضييق بل دعوة لإستغلال أثمن ما لدى الإنسان؛ وقته ليشغله بما ينفعه حقاً وهذا كله يعود لميزان الدين ثم ميزانه الشخصي والإنسان على نفسه بصيرة يعرف ما ينفعها.

والإسلام هذّب المرء ليشمل جميع جوانب حياته في سكناته وحركاته فلم يبقى جزء في حياته إلا وجّهه للسبيل القويم فيها.

فالحمدلله من قبل ومن بعد على اعتناق دين الإسلام ففيه التهذيب والتقويم والإصلاح والسكينة والفلاح لمن ألقى السمع وهو شهيد.

Share
Tweet
Pin
Share
3 التعليقات



 كلما رأيت مقاطع لأشخاص يعودون للحياة القديمة للإنسان يأكلون ما يزرعون ويطبخون على الحطب وهذه الصور من الحياة البدائية للأنسان القديم توقد في ذهني أسئلة كثيرة.

هل الإنسان الحديث بهذه الطريقة يبحث عن معنى في حياته ويظن أنه سيلقاه عندما يعود للوراء بالمعيشة؟

هل في هذا النمط المعيشي رفس للنعمة التي منّ الله بها علينا من سهولة الوصول للطعام ومن السق,t على رؤوسنا وتيسر الحياة أم أن هذه الطريقة هي عودة للمعيشة الحقيقية للإنسان التي أفسدتها الاختراعات؟

أي أن على الإنسان أن يزرع طعامه ويحصده ويطبخه إلخ من هذه الأنشطة؟

ما هو الأصل بين تلك المعايش والأنماط.

مالباعث لهذا الحنين المتقد في الإنسان الحديث للعودة للصحراء أو الريف أو أيا كان من الأماكن الطبيعية التي لم يصلها ضجيج الحياة الحديثة.

هل سيتخلى الإنسان يوما عن كل هذا التطور لينزوي في مكان لا تصله التطورات ويعيش كما كان يعيش أبويه أو من سبقهم؟

من مشاهداتي هناك من يخرج من الحياة البدائية ليعاصر الحياة الحديثة والعكس صحيح.

في قريتنا خرج الكثير في السنوات الأخيرة ينشدون المدينة لم يعد فيها من يرعى الغنم ولم يعد لها صوت كما السابق عادت بعض الحيوانات البرية للظهور وأظن ذلك بسبب عدم وجود ناس إلا في أوقات الإجازات فأسهم ذلك في خلو الأماكن لهم.

أسئلة كثيرة تدور في ذات الفلك تحاول فهم ما يفعله الإنسان ولكن بلا جدوى لأن من في المدينة يهرب من ضجيجها ومن في القرية يهرب من الهدوء القاتل ليجد سلواه في الضجيج.

فكلما هرب الإنسان عاد يخرج من شكل معيشي لآخر يبحث عن السعادة أو المعنى أو السكينة إن لم تكن في القلب ربما لن يجدها في الأرض.


يقول دوستويفسكي:"كنت أشعر بالضيق، في الشارع...وحتى في بيتي لا أشعر بالراحة.

حاولت خلال يومين أن أفهم ماذا ينقصني إذن في ركني؟ لماذا يشق عليّ كثيراً أن أبقى فيه؟ وأخذت أحدق مذهولاً في الجدران الخضراء المبقعة بالسخام، وفي السقف المزدان بأنسجة العنكبوت...واستعرضت كل أثاثي وفحصت كل كرسي متسائلاً: أليس هنا سبب البلاء؟ وكنت أنظر عبر النافذة ولكن دائماً عبثاً وسدى. 

لا وجود لأي عزاء!"

ويقول أيضاً:"وبدا لي أن بطرسبورغ كانت تنذر بأن تتحول كلها إلى صحراء مهجورة، فانتهيت بالتالي إلى الإحساس بالخجل والهوان والحزن؛ فأنا ليس لدي مكان أذهب إليه حقاً، إلى أين أذهب في البادية، ولا سبب يدعوني للذهاب إليها. 

كنت مستعداً أن أسير مع أي موكب، أن أتبع كل رجل وقور يستأجر حوذياً ولكن، لا أحد لا، لا أحد استدعاني، كما لو كانوا نسوني جميعاً، كما لو كنت حقاً غريباً عنهم!"

انتهى.

Share
Tweet
Pin
Share
4 التعليقات
Newer Posts
Older Posts

اشترك بالنشرة البريدية

categories

  • أشياء أخرى
  • أفكار
  • الأيام العالمية
  • اللغات والثقافة
  • تأملات
  • تجارب الحياة
  • تحسين جودة الحياة
  • تطبيقات ومواقع
  • تعلم ذاتي
  • ثقافة الطعام
  • حديث نفس
  • رمضان
  • قناة اليوتيوب
  • كتب
  • نقطة البداية

recent posts

Popular Posts

  • 10 مصادر لتعلم اللغة الإيطالية
    كنت أعمل بجد على اللغة الإيطالية ولكنني بقيت آمل أن تتجلى لي يوما ما كاملة ،أن أفتح فمي يوما ما وأتحدثها بطلاقة بشكل سحري. طعام ...
  • ايطاليا والقهوة
    القهوة تتسيد الموقف كونها المشروب المفضل للكثير حول العالم يبدأ بها صباحه وربما أيضاً يختم بها يومه. لذا اليوم حبيت أكتب عن تقاليد...
  • الإيجابية ...والجرعات الزائدة
    ... فلأمنح كل عاطفة شخصية خاصة بها،كل وضع من أوضاع الروح روحاً مستقلة فرناندو بيسوا  دائماً أحب أنظر للجزء الممتلئ من ال...

Blog Archive

  • ديسمبر 2024 (1)
  • سبتمبر 2023 (1)
  • مارس 2023 (1)
  • ديسمبر 2022 (2)
  • مايو 2022 (2)
  • مارس 2022 (1)
  • يناير 2022 (2)
  • ديسمبر 2021 (1)
  • نوفمبر 2021 (3)
  • أكتوبر 2021 (1)
  • أغسطس 2021 (2)
  • يوليو 2021 (4)
  • يونيو 2021 (2)
  • يناير 2021 (3)
  • ديسمبر 2020 (3)
  • سبتمبر 2020 (1)
  • أغسطس 2020 (2)
  • مايو 2020 (3)
  • أبريل 2020 (2)
  • مارس 2020 (1)
  • ديسمبر 2019 (2)
  • أكتوبر 2019 (3)
  • أغسطس 2019 (1)
  • يوليو 2019 (1)
  • مايو 2019 (5)
  • أبريل 2019 (9)
  • مارس 2019 (6)
  • فبراير 2019 (7)
  • يناير 2019 (1)

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Follow Us

  • YouTube

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Created with by ThemeXpose