تأملات في حديث(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)

by - نوفمبر 24, 2021





 كنت أتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) فطفقت أبحث في معانيه والوقفات مع الحديث وشروحاته لأستبين أكثر مواضعاً لم ألحظها في الحديث.

هذا الحديث عظيم ففيه اجتمع خيرًا كثيرًا من حيث النهي عما لا ينفع الإنسان عامةً من قول أو عمل ويشمل ذلك بعض المباحات التي لا تنفع العبد لا في دينه ولا دنياه، والأمر بطريقة غير مباشرة بالإنشغال بما يعني الإنسان فالإنسان إذا ترك ما لا يعنيه انشغل بشأنه ونفسه ليحسنها ويقومها ويعلمها ويعبد الله على بصيرة ويكتمل إسلامه وبذلك يصل المرتبة الرفيعة من الخُلق وكلما كان المرء منشغلا بنفسه عن الآخرين كسب احترامهم وأعني بذلك الجانب السلبي من الانشغال بتتبع عورات الآخرين أو التدخل في خصوصياتهم.

هذا جانب عظيم تلمسته في هذا الحديث ولو أنه يعلق على كل مدخل من مداخل الحياة الإجتماعية لصفت النفوس واجتمعت. 

وما لا أدانيه في المرء أن يكون كثير السؤال ومتطفلاً على حياة غيره ويسأل عما لم يُخبر به ويسعى خلف كل شائعة وخلف كل فضول الكلام.

ومما لا أدانيه أيضاً الشخص كثير الكلام فغالباً ما يكون ممن يجمع الصفات السابقة.

والحديث نستطيع أن نطبقه على جميع جوانب حياتنا فهناك مباحات نأتيها ولكنّها لا تعود علينا بفائدة جمة في حياتنا أو معادنا فالأحسن أن نتركها ليحسن إسلامنا.

وليس في هذا دعوة للتضييق بل دعوة لإستغلال أثمن ما لدى الإنسان؛ وقته ليشغله بما ينفعه حقاً وهذا كله يعود لميزان الدين ثم ميزانه الشخصي والإنسان على نفسه بصيرة يعرف ما ينفعها.

والإسلام هذّب المرء ليشمل جميع جوانب حياته في سكناته وحركاته فلم يبقى جزء في حياته إلا وجّهه للسبيل القويم فيها.

فالحمدلله من قبل ومن بعد على اعتناق دين الإسلام ففيه التهذيب والتقويم والإصلاح والسكينة والفلاح لمن ألقى السمع وهو شهيد.

You May Also Like

3 التعليقات